ينبثق متحف مادبا الأثري الإقليمي الجديد من مشروع متحف مادبا الأثري الإقليمي. وقد وضع تصور المشروع في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما اتصل المدير العام لدائرة الآثار العامة في الأردن بأحد المديرين المشاركين، وطلب شخصيًا المساعدة في تجديد متحف مادبا الحالي وتدريب موظفيه وتحويل جميع سجلات المتاحف إلى سجلات إلكترونية. وبمساعدة من مدراء الحفريات الأثرية الإقليمية ودائرة الآثار العامة وغيرهم من الجهات المختصة توجهت خطط العمل نحو إنشاء متحف جديد بالقرب من وسط المدينة وتخصيص المتحف الحالي لأغراض الأبحاث والتخزين. وفي عام 2015 تم تشكيل فريق إداري دولي يتألف من أربعة مديرين مشاركين منهم دوغلاس كلارك من جامعة لاسييرا في ريفرسايد - كاليفورنيا وسوزان ريتشارد من جامعة جانون في إيري - بنسلفانيا وأندريا بولكارو من جامعة بيروجيا في بيروجيا- إيطاليا ومارتا داندريا من جامعة سابينزا في روما – إيطاليا، بالإضافة إلى منسق أعمال المشروع محلياً من دائرة الآثار العامة الأردنية باسم محاميد.
يرتكز مشروع متحف مادبا الأثري الإقليمي على الإعداد الأثري لمنطقة حضرية مهددة وهي متنزه مادبا الأثري الغربي (II) – وتهيئتها لبناء متحف إقليمي جديد (متحف مادبا الأثري الإقليمي) بهدف إتاحة وعرض مصادر الإرث الأثري من منطقة مادبا. ومن خلال هذه الأعمال ويرتكز المشروع على ثلاثة أهداف رئيسية هي:
1) بناء القدرات، يعمل مشروع متحف مادبا الأثري الإقليمي بالتعاون الوثيق مع دائرة الآثار العامة على تدريب المتخصصين المحليين وتعزيز التشغيل المحلي وإدارة المتحف في المستقبل. وبدءًا من موسمنا التجريبي لعام 2016 والذي أقيم في متنزه مادبا الأثري الغربي، استخدمنا أنشطتنا الميدانية كفرصة تدريبية للطلبة في مرحلة الدراسات العليا والمرحلة الجامعية الأولى وموظفي دائرة الآثار العامة والمتطوعين.
2) تعزيز الإرث الأثري وحمايته والارتقاء به. وفقًا لاستراتيجيات دائرة الآثار العامة في مجال إدارة وحماية الإرث الأثري الأردني، فقد صمم المشروع بأكمله كأداة لرفع مستوى الوعي بالتهديدات المحتملة التي تواجه الإرث الأثري والتحديات المتعلقة بتعزيز وحماية الإرث الأثري في محيط المجتمعات المحلية. يهدف المشروع من خلال الأنشطة التعليمية والمشاركة المجتمعية بدءًا من الوقت الحالي وطوال فترة حياة المتحف، إلى تشجيع وتيسير عملية زيادة وعي الوعي العام بالقيم المدنية الجوهرية للإرث الأثري الأردني والحد من التهديدات التي يتعرض لها الإرث الأثري، وتعزيز مبادئ التنمية المستدامة.
3) الترويج للسياحة المستدامة في مدينة مادبا وما حولها. يعد هذا الهدف من أهم أهداف المشروع والذي يسهى إليه إلى إدارة مشهد إرث ثقافي واسع يضم مجمع حضري في وسط مدينة مادبا وكامل المنطقة المحيطة بالمدينة. تضم منطقة مادبا اثني عشر موقعاً نشطاً حاليًا عثر بها على لقى أثرية غنية تنتمي إلى مجموعة مقتنيات المتحف (انقر هنا لرؤوية خريطة المنطقة). لا يهدف متحف مادبا الأثري الإقليمي إلى عرض التاريخ الإقليمي واللقى الأثرية والإرث الثقافي في مدينة مادبا فحسب، بل إنه يهدف أيضاً إلى ربط المدينة والمتحف بالمناطق المحيطة بهما، فمن خلال تطوير مسارات سياحية إلى تلك المواقع التي تبدأ من المتحف سيتوفر للزوار المحليين والسياح فرصة تجربة أفضل في الاطلاع على مصادر الإرث الأثري الأردني في مادبا وفي ذات الوقت تضمن هذه المسارات من تطوير استراتيجيات حماية وتعزيز المواقع ذات القيمة الثقافية والتاريخية في المنطقة. في نهاية الأمر يسعى لمشروع إلى إنشاء خرائط ومسارات سياحية لتكون بمثابة نقطة انطلاق للزوار للسفر من المتحف الجديد إلى هذه المواقع كما لو كانت سلسلة من المتاحف المتصلة بدون جدران.